التقرير السنوي لعام 2000 يتناول الفترة من نوفمبر 98حتى أكتوبر99 |
المقدمــة3 |
المدافعون عن حقوق الإنسان | العدالة والسلم والديمقراطية | محاكمات رواندا | نقد التدخل العسكري | مبدأ أنان | المقدمــة |
إصدارات أخري التقرير السنوي لعام 1999 قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا Human Rights Watch مواقع أخرى ذات صلة تقرير منظمة العفو الدولية 99 منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان /اليمن شبكة مؤسسات حقوق الإنسان المنظمة العربية لحقوق الانسان العالم العربي على الانترنت |
نقد التدخل العسكري
أدى استخدام القوة العسكرية بهدف منع ارتكاب الجرائم الصارخة ضد حقوق الإنسان إلى نشأة ضروب شتى من بواعث القلق، وقد سبقت الإشارة إلى ضرورة الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي، وهناك مبعث قلق شائع آخر، وهو أن التدخل العسكري قد يُستخدم ذريعة للمغامرات العسكرية التي تهدف إلى تحقيق أهداف أخرى. ومن ثم فهناك ما يبرر بوضوح ضرورة اليقظة لتلافي مثل هذه الحالات من سوء استخدام اسم حقوق الإنسان. فعلى سبيل المثال، ما تزال ذكريات الغزو الذي قامت به الولايات المتحدة لغرينادا، وبنما، ماثلة في الأذهان. ولكن التدخل في تيمور الشرقية والتدخل في كوسوفو لم يتسما بما يبعث على القلق من هذه الناحية مثل حالات التدخل السابقة. ففي تيمور الشرقية نجحت الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية، على نحو ما ذكرنا، في حمل إندونيسيا على الموافقة على نشر القوات العسكرية، وإن كان التدخل في الواقع لا يخدم مصالح الغرب الاستراتيجية فلم تكن الدول الغربية تسعى لإيجاد ذريعة لإغضاب دولة تشغل المكانة الرابعة بين دول العالم من حيث عدد السكان، وتعتبر قوة اقتصادية متنامية، بل والقوة المهيمنة في جنوب شرقي أسيا، خصوصاً، كما سبق أن أشرنا، في الوقت الذي كانت تأخذ فيه بأسباب الديموقراطية وتواجه التوتر الانفصالي. بل ولم يكن التعاطف مع مطالبة تيمور الشرقية بحق تقرير المصير من العوامل الحاسمة، إذ إن المجتمع الدولي كان قد تقبل، إلى حد كبير، احتلال إندونيسيا لذلك الإقليم فترة تزيد على عقدين من الزمان. ولكن المجتمع الدولي كان يساوره القلق على مصداقية الأمم المتحدة التي تعهدت بالإشراف على عملية الاستفتاء التي أدت أعمال العنف إلى إرباكها، وربما كانت أستراليا تخشى تدفق اللاجئين عليها. ولكن الدافع الأول على التدخل كان، فيما يبدو، القلق الصادق لدى الرأي العام إزاء محنة أهالي تيمور الشرقية على أيدي قوات الميليشيا الجانحة الجامحة. وأما فيما يتعلق بكوسوفو، فقد يكون قلق حلف الناتو بشأن مصداقيته من العوامل التي جعلته يقرر الشروع في القصف الجوي، عندما أعلن ميلوسيفتش رفضه لمقترحات رامبوييه السلمية. وربما كانت هناك بواعث قلق بشأن تدفق أعداد هائلة من اللاجئين، فمن شأنها زعزعة المزيج العرقي الدقيق في مقدونيا، مما يؤدي إلى القلاقل والبلبلة المتزايدة في البلقان، وقد يتدفق هؤلاء اللاجئون آخر الأمر إلى سائر بلدان أوربا، |
|