التقرير السنوي لعام 2000 يتناول الفترة من نوفمبر 98حتى أكتوبر99 |
المقدمــة2 |
المدافعون عن حقوق الإنسان | العدالة والسلم والديمقراطية | محاكمات رواندا | نقد التدخل العسكري | مبدأ أنان | المقدمــة |
إصدارات أخري التقرير السنوي لعام 1999 قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا Human Rights Watch مواقع أخرى ذات صلة تقرير منظمة العفو الدولية 99 منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان /اليمن شبكة مؤسسات حقوق الإنسان المنظمة العربية لحقوق الانسان العالم العربي على الانترنت |
مبدأ أنان
أدلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بتصريحات تجلى فيها بوضوح مدى تراجع المزايا التقليدية للسيادة الوطنية في مواجهة الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، إذ ألقى خطاباً في افتتاح دورة الجمعية العامة يوم 20 سبتمبر/أيلول، كان مثار تعليقات واسعة النطاق، أكد فيه أن السيادة الوطنية يجب ألا تقف حائلاً أمام الالتزام بوضع حد للجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، وهو موقف شجاع من رجل يرأس منظمة من الحكومات. كما أدلى بتصريح آخر يوم 10 سبتمبر/أيلول لم يُكتب له أن يحظى بالاهتمام نفسه، وإن كان طابعه الثوري أوضح، قال فيه إن كبار المسؤولين الإندونيسيين يعرضون أنفسهم لخطر المحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية إذا لم يوافقوا على نشر القوة المتاحة المتعددة الجنسيات. وهذا الإعلان جدير، بسبب أهميته البالغة، بأن يُطلق عليه تعبير "مبدأ أنان". ولقد رسخ منذ مدة طويلة المبدأ الذي يقول بجواز محاكمة قادة القوات العسكرية، في حالات معينة، ومحاسبتهم على الفظائع التي يرتكبها جنودهم، وبرزت تفاصيل هذا المبدأ بوضوح وجلاء في محاكمات نورمبرغ وطوكيو، وأصبح يسمى "مسؤولية القيادة" المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف والبروتوكولات الملحقة بها. وهو يلقي بالمسؤولية الجنائية على كاهل كل قائد كان يعلم، أو توافر من الأسباب ما يجعله يعلم، أن الجنود الذين تحت إمرته يرتكبون الفظائع، ثم تقاعس عن اتخاذ "جميع التدابير الممكنة" والتي تخول له سلطته اتخاذها، لمنعهم من ذلك. وقد جرى العرف على أن معنى هذه "التدابير الممكنة" هو أن يأمر القائد قوات الأمن الخاصة به أو ينشرها لوضع حد للمخالفات التي يرجي ارتكابها، ولكن ظهور حركة حقوق الإنسان اليقظة كان من العوامل التي أدت، مع الأسف، إلى بروز ما يمكن أن يطلق عليه تعبير "المراوغة باللجوء إلى فرق الإعدام"، أي أن المؤسسة العسكرية التي ترتكب المخالفات تستطيع المراوغة، بمعنى تفادي الوصمة التي قد تلحق بها نتيجة إمكانية تحملها المسؤولية الجنائية إذا هي أقدمت صراحة على ارتكاب الإعدام والتعذيب، بأن تتعاقد من الباطن مع قوات غير نظامية للقيام بذلك، وعندها يستطيع العسكريون أن يقولوا إنهم لا سلطان لهم عليها. ويمكن أن نرى نماذج لهذه الظاهرة في "فرق الإعدام" التي نشطت في أمريكا الوسطى في الثمانينيات وفي المنظمات شبه العسكرية في كولومبيا وصربيا في التسعينيات، وأخيراً في الميليشيات التي شكلها الجيش الإندونيسي في تيمور الشرقية. |
|