Lebanon



Lebanon Lebanon
  

<<   الصفحة السابقة  |  الصفحة الرئيسية  |  الصفحة التالية  >>

قصف منازل المدنيين

منذ 12 يوليو/تموز، تاريخ قيام حزب الله بمهاجمة مواقع إسرائيلية وقتل ثلاثة جنود وأسر اثنين، نشب قتال عنيف بين إسرائيل وحزب الله. فقد نفذت إسرائيل مئات الغارات على أهداف في لبنان، بما في ذلك غارات مكثفة على البنية التحتية في لبنان، وعلى منازل خاصة ومبانٍٍ سكنية، وعلى السيارات أيضاً. وكان القصف الإسرائيلي كثيفاً بوجه خاص على المناطق التي تقطنها غالبية من الشيعة، إذ تعتبرها إسرائيل معاقل لحزب الله، بما في ذلك جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية ووادي البقاع.

والسبب الرئيسي في مقتل المدنيين جرّاء الحملة العسكرية الإسرائيلية حتى الآن هو الغارات الإسرائيلية التي تستهدف بيوت المدنيين في قرى جنوب لبنان. كما جرى تدمير واسع للمباني السكنية في ضاحية بيروت الجنوبية، رغم أن معظم سكان هذه المنطقة غادروها قبل بدء الغارات. وحسب إحصائيات وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية، دمر الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 5000 منزل مدني في الغارات الجوية خلال الأسبوعين الأولين من الحرب.>6 وكما هو واضح في الحالات العيانية المدروسة فيما يلي، فقد تسببت إسرائيل بإصابات واسعة بين المدنيين جراء ضرب البيوت المدنية دون وجود أية أهداف عسكرية سواء داخل هذه البيوت أو في جوارها. وفي بعض الحالات عادت الطائرات الحربية للقصف مرة أخرى لدى تجمع السكان والجيران حول المنزل المقصوف لإخلاء القتلى ومساعدة الجرحى.

وتزعم إسرائيل أنها تقصف منازل تعود إلى عناصر حزب الله، وأن هذا الأخير مسئول عن تعريض المدنيين للخطر لأنه يضع مواقعه العسكرية داخل منازل المدنيين أو بجوارها. ففي 19 يوليو/تموز مثلاً، قال الجيش الإسرائيلي: "حوّل إرهابيو حزب الله جنوب لبنان إلى منطقة حرب وهم يعملون قرب المناطق المأهولة هناك، مستخدمين المدنيين دروعاً بشرية">7. وفي اليوم نفسه، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، دان غيلرمان، لمحطة سي إن إن: "نحن نحاول الحد من الخسائر بين المدنيين، ولكن حين يستخدم حزب الله المدنيين دروعاً بشرية فلا بد أن يتعرض بعضهم للأذى".>8

لقد بين البحث الذي قامت به هيومن رايتس ووتش أن حزب الله، في بعض الحالات المحدودة، حاول تخزين الأسلحة قرب المنازل المدنية وأطلق الصواريخ من مناطق مأهولة بالسكان. ولكن هذه الممارسات لا تبرر للجيش الإسرائيلي عدم التمييز بين المقاتلين والمدنيين.

ففي 15 يوليو/تموز مثلا، نزحت مجموعة من القرويين من قرية مروحين في قافلة سيارات، وكان نزوحهم عائداً جزئياً إلى محاولة حزب الله تخزين أسلحة خلف منازلهم مما جعلهم يخافون حدوث غارات إسرائيلية انتقامية.>9 ويعتقد أن حوامات إسرائيلية أطلقت صاروخين على سيارة نص نقل بيضاء وعلى سيارة ركاب ضمن القافلة على الطريق بين قريتي شمعة والبياضة فقتلت 21 مدنياً (انظر "غارات على مدنيين فارين"). وقد تعرض فريق الأمم المتحدة الذي كان يحاول إخلاء الجثث إلى قصف إسرائيلي.>10 وفي حين يمكن رد هروب القرويين جزئياً إلى محاولة حزب الله غير المشروعة تخزين الأسلحة في مروحين (كان السبب الرئيسي لنزوحهم هو التحذير الإسرائيلي بإخلاء القرية في غضون ساعتين)، فإن هيومن رايتس ووتش لم تجد ما يدل على وجود مقاتلين لحزب الله قرب القافلة المدنية المذكورة حين تعرضت للقصف.

وقد تذمر القرويون المسيحيون الفارون من قرية عين إبل من خطط حزب الله التي عرضتهم للخطر، فقد أخبروا نيويورك تايمز، أن "حزب الله جاء [إلى قريتنا] لإطلاق صواريخه ... إنهم يطلقون صواريخهم من بين منازلنا".>11 كانت قرية عين إبل أحد معاقل جيش لبنان الجنوبي الذي كانت تدعمه إسرائيل، وهو قوة معادية لحزب الله. وحسب مسئول من القرية فإن بعض القرويين أخبروه أن حزب الله أطلق صواريخ على إسرائيل من مواقع معينة قريبة من منازلهم، رغم أن المنظمة لم تعلم بأي تقرير يذكر أن حزب الله دخل أياً من بيوت القرية. ولم يُقتل أحد من أبناء القرية ولكن عدداً منهم أصيب بجراح (معظمهم بسبب الزجاج المتطاير)، وقال ذلك المسئول أن القصف الإسرائيلي دمر حوالي 80 منزلاً من أصل 400.>12

لا تؤكد هيومن رايتس ووتش أن جميع الغارات الإسرائيلية استهدفت مدنيين، فهناك الكثير من الغارات التي هاجمت فيها القوات الإسرائيلية أهدافاً عسكرية مشروعة، مثل منصات إطلاق صواريخ ومواقع عسكرية تحت الأرض. لكن، وفي الحالات الموثقة أدناه، لم يكن ثمة أثر لهدف عسكري في المنازل التي استهدفها الجيش الإسرائيلي. لقد أعطى القرويون الذين تمت مقابلتهم سراً وبوجود السائل والمجيب فقط شهادات منسجمة ذات مصداقية تؤكد أن حزب الله لم يكن له وجود في منازلهم أو في جوارها حين وقعت الغارات، ولم نجد أي دليل يوحي بخلاف ذلك.

مقتل أربعة مدنيين لبنانيين يحملون الجنسية البرازيلية في صريفا، 13 يوليو/تموز

أقدمت القوات الإسرائيلية، في غارتين منفصلتين، على قتل مدنيين في قرية صريفا الواقعة على بعد 25 كم من الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وقعت الغارة الأولى في 13 يوليو/تموز وقتلت 4 لبنانيين يحملون الجنسية البرازيلية. وفي 19 يوليو/تموز، قتلت غارة أخرى 19 شخصاً (انظر أدناه).

وقعت الغارة الأولى في الساعة الرابعة من فجر 13 يوليو/تموز، وهو نفس توقيت الغارات على قريتي الدوير وبفلاي تقريباً (انظر أدناه). وقد وصفت فاطمة موسى، من سكان قرية صريفا، الغارة لهيومن رايتس ووتش:

في البداية ضربوا مدرسة في الليل، ليل الأربعاء/الخميس. بدأ القصف بين الثالثة والنصف والرابعة صباحاً. ثم ضربوا المنزل الواقع خلفنا تماماً. لم نسمع صوت الطائرات. سمعنا صوت الصاروخ فقط. كنا نائمين واستيقظنا عندما اندلعت النار في البيت جراء الانفجار. وكان ابني يرتجف من الخوف.>13

وقد أصابت الغارة منزلاً في حي العين بقرية صريفا فدمرته وقتلت العائلة التي تسكنه.

وحسب أقوال الشهود، فإن الأشخاص الأربعة الذين قتلوا في الغارة الأولى على صريفا كانوا من حملة الجنسيتين اللبنانية والبرازيلية الذين جاؤوا إلى صريفا منذ أقل من شهر لقضاء عطلة الصيف فيها.>14 وقال الشهود أن القتلى هم: عقيل مرعي، 33 سنة؛ وزوجته أحلام مرعي، 25؛ وابنهما عبد الهادي مرعي، 8؛ وابنتهما، فاطمة مرعي، 4. ونظراً إلى أن العائلة كانت في لبنان لقضاء العطلة الصيفية وأن إقامتها الفعلية في البرازيل فمن المستبعد أن يكون أفرادها البالغون مشاركين في نشاطات حزب الله. وقد أنكر الشهود الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش أي وجود لحزب الله في المنطقة أثناء حدوث الغارة.

وفي تصريح له زعم الجيش الإسرائيلي أنه ضرب "قاعدتين لحزب الله" في صريفا ذلك اليوم.>15

وحسب أحد الشهود، كانت جثث القتلى الأربعة مغطاة بالركام، ولم يتمكن القرويون من انتشالها بسبب قصف الطيران الإسرائيلي:

في المرة الأولى التي حاولوا فيها انتشال الجثث من تحت الأنقاض، حاول بعض القرويين ذلك، ولكن سقط صاروخ آخر على البيت. في النهاية انتشلوا الجثث، ولكن ذلك كان حوالي الظهيرة. وتم دفن الجثث في القرية حوالي الساعة الخامسة مساء.>16

ويقول أهل القرية أنه لم يكن هناك أي نشاط لحزب الله حول البيت عندما سقطت القذيفة الثانية.

مقتل 13 مدنياً في الدوير، 13 يوليو/تموز

في الساعة الرابعة صباحاً من يوم الخميس 13 يوليو/تموز قصف الطيران الإسرائيلي بيت الشيخ الشيعي عادل محمد عكاش فلقي حتفه مع 11 من أفراد عائلته. والشيخ عكاش رجل دين درس في إيران ويعتقد أنه ينتمي إلى حزب الله، رغم عدم وجود أدلة على اشتراكه في الأعمال العسكرية أو على توليه دوراً قيادياً فيها بشكل يمكن أن يجعل منه هدفاً عسكرياً مشروعاً.

دمر الصاروخ الأول البيت المكون من طابقين في قرية الدوير الواقعة في منتصف الطريق بين صيدا وصور، في حين لم ينفجر الصاروخ الثاني الذي سقط بعد دقائق. كان الشيخ وعائلته قد عادوا إلى البيت قبل ثلث ساعة فقط من الغارة، كما أخبرنا أحد شهود العيان الذي يسكن في الجوار.>17 وقد قتلت الغارة الشيخ عادل محمد عكاش وزوجته رباب ياسين، 39 سنة؛ وعشرة من أولادهما: محمد باقر عكاش، 18؛ ومحمد حسن عكاش، 7؛ وفاطمة عكاش 17؛ وعلي رضا عكاش، 12؛ وغدير عكاش 10؛ وزينب عكاش، 13؛ وسارة عكاش، 5؛ وبتول عكاش، 4؛ ونور الهدى عكاش، سنتان؛ وصفاء عكاش، شهران. كما قتلت خادمتهم السريلانكية، واسمها غير معروف.>18

ولم يكن ثمة دليل على نشاط لحزب الله في جوار البيت، كما أن قرية الدوير بعيدة جداً عن حدود إسرائيل (حوالي 40 كم) بحيث لا يمكن استخدامها بفعالية كقاعدة لإطلاق صواريخ الحزب على إسرائيل.

يسمح القانون الدولي باستهداف القادة العسكريين في مجرى الصراع المسلح، شرط أن تحترم الغارات القوانين التي تحمي حياة المدنيين. والقادة السياسيون مدنيون على أية حال، وهم ليسوا أهدافاً عسكرية مشروعة. والاستثناء الوحيد من هذه القاعدة هو أن يضطلع السياسي بمهام قيادية عسكرية، أو أن يشارك بشكل مباشر في النزاعات العسكرية، وعندها يمكن اعتباره مقاتلاً.

وحتى لو اعتقدت إسرائيل أن الشيخ عكاش كان هدفاً عسكرياً مشروعاً بسبب احتمال مشاركته في النشاطات العسكرية لحزب الله (الأمر الذي لم تتوفر لهيومن رايتس ووتش أية أدلة عليه)، فقد كان عليها أن تفكر بالضحايا المدنيين الذين سيسقطون جراء مهاجمته في منزله، وأن توازن بين الكسب العسكري الذي ستحققه وبين الأضرار التي ستتسبب بها للمدنيين جراء ذلك. في هذه الحالة، فإن مقتل أحد أعضاء حزب الله، إذا افترضنا أن الشيخ كذلك، كلف مقتل 12 مدنياً، تسعة منهم أطفال.

مقتل تسعة مدنيين في بفلاي، 13 يوليو/تموز

حوالي الساعة الرابعة والنصف من صباح الخميس، 13 يوليو/تموز، دمرت غارة إسرائيلية بيت منير زين البالغ من العمر 45 سنة. وهو مزارع يملك أيضا شاحنة يستخدمها في جمع القمامة من قرية بفلاي الواقعة على بعد حوالي 10 كم من ميناء صور. وقد أكد القرويون الذين قابلناهم أن منير زين لم تربطه أية علاقة مع حزب الله وأنه لم يكن ثمة أي تواجد أو نشاط عسكري لحزب الله في المنطقة. وقد سرد أحمد الرز، وهو بائع له من العمر 46 سنة ويعيش على بعد 150 متراً فقط من بيت منير:

وقعت غارة جوية كبيرة بين بفلاي والشهابية. كان يمكننا رؤية الغارة من منزلنا وكنا نراقب. وفجأة سمعنا ضجة كبيرة ورأينا لمعاناً باهراً. انفتحت أبوابنا على مصراعيها. وكل ما كنا نراه يخرج من بيت زين هو الدخان. ثم جاءت ضربة ثانية.>19

دمرت الغارة الإسرائيلية منزل زين بالكامل، وقتلت 9 أشخاص كانوا فيه، بما فيهم اثنان يحملان الجنسية الكويتية وثلاثة أطفال، حسب أقوال شاهدين قابلتهما هيومن رايتس ووتش. والقتلى هم منير زين وزوجته نجلاء زين 45 سنة؛ وأولادهما: علي، 21؛ وولاء، 18؛ وحسن، 12؛ وفاطمة، 9؛ وحسين، 5. ومن بين القتلى أيضاً عبد الله الطاهي زوج أحد بنات زين، واسمها حرية؛ وأبوه، حيدر الطاهي، وهما كويتيان كانا يزوران أهل الزوجة أثناء وقوع الغارة. وقد كانت حرية في بيروت أثناء الغارة. وتم العثور على جثث معظم أفراد عائلتها ما عدا جثة منير زين التي لا تزال تحت الأنقاض.>20

قتل 12 مدنياً في زبقين، 13 يوليو/تموز

في صباح 13 يوليو/تموز أغارت الطائرات الإسرائيلية مرتين على بيت نعيم بزيع المؤلف من طابقين. ونعيم هو رئيس سابق متوفى لبلدية قرية زبقين الواقعة على بعد 5 كم من الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وحسب أقوال أحد ناشطي حقوق الإنسان اللبنانيين الذي يحظى بالاحترام ويعرف شخصياً نعيم بزيع (المتوفى منذ بضع سنوات)، فإن بزيع وعائلته لا ينتمون إلى حزب الله.>21 ولم تجد هيومن رايتس ووتش دليلاً على أي نشاط لحزب الله في المنطقة المحيطة بالبيت عندما وقع الهجوم.

وقد نقلت التقارير أن 12 عضواً من العائلة لقوا حتفهم في الغارة الجوية، بما فيهم ستة أطفال. ومن بين القتلى الذين تم التعرف عليهم فاطمة نعيم بزيع، حوالي 75 سنة؛ ونعيم وائل بزيع، 20؛ وسعاد نصور بزيع، العمر غير معروف؛ وعزيز بزيع، العمر غير معروف؛ وخلود محمد بزيع، 18؛ وملك علي بزيع، 16؛ وحسين نعيم بزيع، العمر غير معروف؛ ومريم الحسيني بزيع، 45؛ وأمال نعيم بزيع، العمر غير معروف؛ وفرح محمد بزيع، العمر غير معروف. وحسب التقارير الصحفية، فإن أصغر أفراد أسرة بزيع المقتولين في الغارة يبلغ 7 سنوات.>22

وقد نجا من الغارة اثنان من العائلة تم نقلهما إلى المتشفى. ونقلت الجثث إلى المشرحة في صور حيث تم دفنها في 22 يوليو/تموز في مراسم دفن جماعي لـ84 ضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية.

مقتل أربعة مدنيين، بينهم لبناني أمريكي، في بنت جبيل، 15 يوليو/تموز

في التاسعة والنصف من صباح السبت 15 يوليو/تموز، أغارت الطائرات الإسرائيلية على مبنى مدني من ثلاثة طوابق في بنت جبيل، وهي بلدة كبيرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وأدت الغارة إلى انهيار المبنى ومقتل الحاج أبو ناجي مروة، 80 سنة، وابنته البالغة أربعين عاماً، والتي لم نتمكن من معرفة اسمها، وطمر جثتيهما تحت الأنقاض. وعلمت هيومن رايتس ووتش من هاشم قاظان، 16 سنة، الذي جرح في الغارة الثانية أثناء محاولته انتشال الجثتين (انظر أدناه)، أن الحاج أبو ناجي مروة لا علاقة له بحزب الله. إذ قال: "لم يكن الحاج من حزب الله، لقد كان عجوزاً لا يقوى على العمل"، وأضاف: "كل ما في الأمر أن الحاج كان يعيش في بيته وحيداً مع ابنته".>23 وما تزال جثتا الحاج وابنته مدفونتين تحت أنقاض بيتهما المدمر. ونفى شاهد آخر أن يكون هناك أي تواجد لحزب الله في البيت أو في جواره أثناء الغارة.>24

وفي حين كان القرويون يحاولون رفع الأنقاض عن الجثث، أطلقت الطائرة الإسرائيلية صاروخاً ثانياً على الركام وعلى المنقذين حوالي الساعة الواحدة والربع من بعد الظهر، فقتلت مدنيين يدعى أحدهما بلال حريش، 30 سنة، وهو يحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب جنسيته اللبنانية. وتحدث هاشم قاظان كيف أنه جرح خلال الهجوم الثاني أثناء محاولته انتشال الجثث:

لم يكن لحزب الله أي وجود حين ذهبت إلى هناك، ولم يكن هناك أي قتال جار في القرية؛ لم يكن هناك سوى المدنيين. وكان الدفاع المدني هناك للمساعدة [في انتشال الجثث]. في البدء كان هناك حوالي 50 شخصاً فوق الركام يحاولون المساعدة، ثم لم يبق سوى عشرة. كنا على سطح البيت حين تعرضنا للقصف. لم أسمع شيئاً، لم اسمع سوى الانفجار.>25

وأكد هاشم قاظان لهيومن رايتس ووتش أن ستة على الأقل جرحوا في الهجوم الجوي الثاني، بمن فيهم اثنان من أبناء الحاج أبو ناجي مروة.>26

مقتل اثنين مدنيين في الحولة، 15 يوليو/تموز

حوالي الساعة التاسعة والنصف من صباح السبت 15 يوليو/تموز، قصفت طائرة أباتشي إسرائيلية منزل إبراهيم سليمان، وهو عامل مأجور في قرية الحولة الواقعة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وتبعد 25 كم شرق صور. وقال علي رزاق جار إبراهيم سليمان: "لا هو ولا أولاده كانت لهم علاقة بحزب الله، ولم يكن هناك أية [مقاومة] من حزب الله في البلدة في ذاك الوقت".>27 دمر الهجوم البيت وقتل إبراهيم سليمان وابنته؛ وسلمان سليمان، 17 سنة، وزوجت ابنه زينب، 20، وهي أم لطفلة عمرها 4 سنوات. وقد جرح جراء الهجوم زوج زينب علي سليمان وأخو زوجته عابد.>28

مقتل 11 مدنياً بينهم سبعة يحملون الجنسية الكندية في عيترون، 16 يوليو/تموز

بين السادسة والسابعة من مساء 16 يوليو/تموز قامت طائرة إسرائيلية بقصف منزل مدني في عيترون الواقعة على بعد كيلومتر واحد شمال الحدود الإسرائيلية، فقتلت 11 فرداً من عائلة الأخرس، بمن فيهم سبعة أشخاص يحملون الجنسيتين الكندية واللبنانية كانوا يقضون العطلة في القرية عندما بدأ العدوان الإسرائيلي. وقد وصفت امرأة تعيش على بعد 300 متراً من بيت الأخرس الغارة لهيومن رايتس ووتش:

في اليومين الأولين بعد خطف الجنديين [الإسرائيليين]، سمعنا الطائرات والقصف، ولكن لم تحدث أية غارة على القرية. وبدءاً من اليوم الثالث شرعوا بقصف البساتين المحيطة بالقرية. كان يمكننا سماع سقوط القنابل، وكانت النيران تندلع في البساتين. كانت هناك عائلة من كندا جاءت قبل أيام قليلة من الحرب. وكانوا يختبئون في المطبخ عندما أصابت القذيفة منزلهم. كانت الساعة حوالي السادسة أو السابعة مساء. وفجأة سمعنا صوت طائرة تطير على علو منخفض، ثم أطلقت صاروخاً وحدث انفجار هائل وتطايرت الأنقاض في الهواء. كنا على بعد 300 متراً فقط. ركض الناس باتجاه البيت لإنقاذهم، ولكنهم لم يروا سوى الأشلاء...عندما كنا نحاول إنقاذهم، كانت تظهر حوامة في السماء وتحلق طائرة حربية في الجو. وهكذا خفنا ولم نقترب. انتشلنا ست جثث أو ثمانية، وقيل لنا أن هناك المزيد. لقد كانت الجثث ممزقة. وقام الشيخ بدفنها على الفور. وكان بينهم امرأة شابة.>29

وحصلت المنظمة على أسماء ثمانية من قتلى الغارة البالغ عددهم أحد عشر شخصاً، والأسماء هي: أميرة الأخرس، 23 سنة، وأولادها: سايا، 7؛ وزينب، 5؛ وأحمد، 3؛ وسلام، سنة واحدة؛ وعمتهم هنية الأخرس التي يعتقد أنها في العقد السابع من العمر؛ واثنان من أعمامهم هما: محمد محمود الأخرس، 70-80 سنة، وشقيقه الأصغر حسن محمود الأخرس، حوالي 70 سنة.>30 ويعتقد القرويون الذين قابلناهم أن هناك أفراداً من عائلة الأخرس لا يزالون تحت الأنقاض، لأنهم يشمون رائحة تفسخ جثث تنبعث من هناك.

وقد نفى ثلاثة من القرويين التقيناهم كل على حدة نفياً قاطعاً أن يكون لعائلة الأخرس أية صلة بحزب الله. كما نفوا أن يكون لحزب الله نشاط عسكري في جوار البيت أو القرية وقت الغارة. قال أحد الشهود: "لم يكن هناك أي تواجد للمقاومة [حزب الله] داخل القرية". وأضاف: "مواقع المقاومة توجد حول القرية وهي ليست داخلها".>31 وقال شاهد ثان للمنظمة: "لا أعرف لماذا استهدف منزلهم، لأنه لم يكن هناك أية مقاومة".>32 وقال شاهد ثالث إن حزب الله لم يكن يطلق النيران من القرية نفسها نظراً إلى أنها على الجبهة تماماً:

عيترون قريبة جداً من الحدود الإسرائيلية. إنها على الحدود تماماً. إذا حاولت إسرائيل الغزو فسيكون الغزو من هناك. لكني لم أر صاروخاً واحداً يطلق من القرية؛ هذه المزاعم غير صحيحة.... أما من ناحية تأييد الأهالي لحزب الله، فالجنوب كله يدعم حزب الله. منذ 1984 تتعرض قرانا للقصف من الجانب الإسرائيلي، فماذا تتوقعون منا؟>33

إن الميول السياسية للمدنيين في منطقة أو قرية معينة لا تنتقص من وضعهم كمدنيين. وطالما أن المدنيين لا يشاركون في الأعمال الحربية، أي لا يقومون بأعمال يمكن بطبيعتها أو غايتها أن تلحق الأذى بأفراد العدو أو معداته، فإنهم يتمتعون بالحماية التي يوفرها لهم وضعهم كمدنيين. إن توجيه الغارات ضد المدنيين، وبصرف النظر عن مواقفهم السياسية، يعتبر جريمة حرب.

وقد أعربت الحكومة الإسرائيلية عن أسفها على القتلى المدنيين وقالت: "إن إسرائيل كانت تقاتل حزب الله وتهاجم أهدافه، وكانت حريصة أشد الحرص على عدم إيذاء المدنيين الأبرياء".>34

مقتل أحد عشر مدنياً في صور، 16 يوليو/تموز

بين الخامسة والسادسة من مساء 16 يوليو/تموز، ضربت غارتان إسرائيليتان مبنى سكنياً يضم الطابق الأول منه مقر الدفاع المدني في صور، مما أدى إلى انهيار الطوابق الأربعة العليا من المبنى.>35 وضم المبنى أيضا شقة السيد علي الأمين المفتي الشيعي في صور وجبل عامل، وكذلك مكتب عضو المجلس النيابي السابق محمد عبد الحميد بيضون. ولا علاقة للسيدين الأمين وبيضون بحزب الله، كما لم يكونا موجودين في المبنى لحظة الغارة. وقد ألحقت الغارة أضراراً بثلاثة مبانٍ سكنية مجاورة يتراوح ارتفاعها من 8 إلى 10 طوابق.

وتقوم قوات الدفاع المدني اللبنانية في معظم الأحوال بنشاطاتٍ من قبيل مكافحة الحرائق وتوفير المساعدة الطبية والإنسانية أثناء الأزمات. ولم تجد هيومن رايتس ووتش أي دليلٍ على مشاركة هذه القوات في القتال بين لبنان وإسرائيل، كما لم تجد دليلاً على وجود مقاتلي حزب الله في المبنى أو على تخزين معداتهم فيه.

ويقول اثنان من سكان المبنى قابلتهم هيومن رايتس ووتش أن معظم سكان المبنى هم من المعلمين والأطباء العاملين في المستشفى القريب.>36 كما أخبرنا كلٌّ من المدير العام للدفاع المدني وواحدٌ من سكان المبنى أنه لم يكن لحزب الله أي وجودٍ في المبنى الذي تعرض للهجوم.>37

وكان زكريا علم الدين (18 عاماً) قد خرج لتوه من القبو عند إصابة المبنى بصاروخٍ إسرائيلي أدى إلى جرحه. وهو يقول: "اسودّ كل شيءٍ فجأةً وراحت الأشياء تتساقط فوقي".>38 وكان من بين من قتلوا في قبو المبنى والد زكريا محمد حسين علم الدين، وهو معلمٌ في الخامسة والخمسين، وعلي محمد علم الدين شقيق زكريا البالغ أربعة عشر عاماً.

ونقل السيد علم الدين وابنه علي وسبعةٌ غيرهم ممن قتلوا نتيجة الغارة إلى مستشفى صور الحكومي حيث دفنوا بعد جنازةٍ عامة في المستشفى يوم 21 يوليو/تموز، وهم: نجيب شمس الدين، وعلي شمس الدين، وحسين مزيد، وهيثم حسين مزيد (34)، وعلي وهبة (40)، وسالي وهبة (7)، وأيمن ضاهر.>39 وقال أحد مسئولي الدفاع المدني في صور لهيومن رايتس ووتش يوم 1 أغسطس/آب أن هناك جثتان باقيتان تحت أنقاض الطوابق العليا المدمرة في ذلك المبنى، وتعود واحدةٌ منهما لامرأةٍ لم تحدد هويتها.>40 وعندما زرنا المبنى في ذلك اليوم كانت رائحة الجثث المتفسخة ما تزال موجودةً فيه.>41

وكان في داخل مقر الدفاع المدني وقت الغارة عشر عناصر من الدفاع المدني اللبناني وعشرون متطوعاً.>42 ويقول مسئول في الدفاع المدني بصور أن ثمانية عناصر من الدفاع المدني جرحوا في الهجوم، بينهم رئيس المركز عباس غريّب الذي كان وضعه خطيراً عند إسعافه إلى المستشفى لكنه تحسن بعد ذلك.>43

تلعب مؤسسات الدفاع المدني دوراً أساسياً في حماية السكان المدنيين. وثمة توافقٌ دولي على وجوب "حماية واحترام" تلك المؤسسات وعامليها.>44 وتسري نفس الحماية على المدنيين عند استجابتهم لنداء السلطات من أجل أداء وظائف الدفاع المدني، حتى وإن لم ينتموا رسمياً إلى مؤسسات الدفاع المدني. ولا يجوز تدمير المعدات التي تستخدم لأغراض الدفاع المدني، كما لا يجوز استخدامها لغاياتٍ أخرى. ولا تنعدم الحماية الممنوحة لمؤسسات الدفاع المدني وعامليها إلا إذا أقدموا على أعمالٍ تضر بالعدو وتقع خارج مهامهم.>45

ونظراً لعدم وجود دليل على قيام الدفاع المدني اللبناني بأية أعمالٍ "تضر بالعدو"،>46 أو على انطلاق أعمال مضادة للعدو من مؤسسات الدفاع المدني، فإن مهاجمة مبنى الدفاع المدني والعاملين فيه تشكل خرقاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي. وكانت توجد خارج المبنى إشارة تدل على وجود مقر الدفاع المدني فيه. لكن، مسئولا رفيعاً في الدفاع المدني قال لهيومن رايتس ووتش أن الإشارة المتعارف عليها دولياً للدفاع المدني (وهي مثلثٌ أزرق متساوي الأضلاع على خلفيةٍ برتقالية) لم تكن موجودةٌ على سطح المبنى.>47

وليس من المعروف ما إذا كانت إسرائيل عالمةً وقت حدوث الغارة بتمتع المبنى بالحماية. إذ أن توفر معلومات عما كانت تعرفه إسرائيل يؤثر في تقدير فداحة الخرق الواقع على القانون الإنساني الدولي، فهو يساعد في تقرير ما إذا كانت إسرائيل قد استهدفت مرفقاً متمتعاً بالحماية استهدافاً مقصوداً. أما القوات الإسرائيلية فلم تقل إلا أنها استهدفت "مقر المنظمة [حزب الله] في صور"، وهو تأكيدٌ يناقض ما قاله الشهود الذين قابلناهم.>48

مقتل عشر مدنيين في عيترون، 17 يوليو/تموز

في الليلة التي أعقبت الغارة التي قتل فيها 11 فرداً من عائلة الأخرس الحاملين الجنسيتين اللبنانية والكندية، أغار الطيران الحربي على منزل مدني في عيترون مرةً ثانية. وتحدثت إلينا شاهدةٌ تقطن على مسافة 100 متر من هذا المنزل واسمها منال حسن علوية: "كنا نائمين في اليوم الذي أعقب المجزرة الأولى. وكانت الساعة تقارب 12:45 ليلاً. كان البعض في الملجأ، لكننا كنا في المنزل". وأضافت: "وفجأةً سمعنا صوت طائرةٍ منخفضة. ثم ألقت الطائرة قنبلةً فتحطم زجاج منزلنا. أخذني خطيبي إلى الملجأ، ثم خرج ليساعد الناس الموجودين في المنزل".>49

ويعود المنزل المصاب المكون من طابقين إلى حسين نايف عواد، وهو في الرابعة والثلاثين ويملك متجراً للأحذية. وكان شقيقه موسى نايف عواد البالغ 47 عاماً قد جلب أسرته حتى تلتجئ إلى قبو منزل حسين الذي كان أقوى من منزلهم. وقتلت الغارة كلاً من حسين عواد، وزوجته جميلة، وأطفالهما: علي (حوالي 12 عاماً)، وحسن (11) ومحمود (7)، إضافةً إلى طفلتين أصغر سناً لا تعرف الشاهدة اسميهما. وقتل أيضاً موسى عواد وابنه البالغ سنتين.

وقال أحد الشهود لهيومن رايتس ووتش:

وقعت الغارة في الليل، وكان جميع الناس في بيوتهم. وأنا متأكدٌ من عدم وجود أية علاقة بين هذه العائلة وبين حزب الله. وعلى حد علمي، لم يكن حزب الله ناشطاً في تلك المنطقة؛ لكنني لا أستطيع تأكيد ذلك 100% لأننا كنا نياماً. يوجد طريقٌ قرب المنزل، ويمكن لأفراد حزب الله استخدامه للانتقال بطبيعة الحال، لكن الوقت كان متأخراً وكنا نائمين في الملجأ.>50

وأخبرتنا منال حسن علوية أيضاً أن العائلة لم تكن على علاقةٍ بحزب الله. وقالت: "كان موسى عواد معلماً، ولم تكن له علاقة بالمقاومة". مضيفة بأنه "لم يكن يحب السياسة".>51

مقتل حوالي ستةٍ وعشرين مدنياً في صريفا، 19 يوليو/تموز

في أعقاب غارة 13 يوليو/تموز على قرية صريفا، والتي قتل فيها أربعةٌ من أفراد أسرة برازيلية ـ لبنانية (أنظر أعلاه)، واصلت المقاتلات الإسرائيلية وحوامات الأباتشي قصف القرية والحقول المحيطة بها مما جعل أهل القرية في حالةٍ من الذعر. وتحدث قرويٌّ هرب من صريفا كيف أدى القصف الإسرائيلي فعلياً إلى محاصرة الناس داخل القرية، وكيف أمر شيخ القرية المدنيين المذعورين بالالتجاء إلى حارة "موسكو" الثرية في القرية، ففي مبانيها متعددة الطوابق أقبيةٌ من الإسمنت المسلح توفر قدراً أكبر من الحماية:

بعد القصف الأول، بدأ السكان بالنزوح إلى القرى المجاورة التماساً للسلامة. ورأت إسرائيل ذلك من خلال طائرات التجسس فأرسلت حوامات الأباتشي لحصار القرية ومنعنا من مغادرتها. وبدأت طائرات إسرائيل تقصف المنطقة المحيطة بالقرية. وكانت طائرات الأباتشي تحوم فوقها. كانت تأتي اثنتان من الحوامات ثم تذهبان لتأتي اثنتان غيرهما... وأشار شيخ القرية على القرويين بالاختباء في ملاجئهم. وعمل الناس بنصيحة الشيخ فحاولوا اللجوء إلى المنازل الكبيرة التي فيها أقبيةٌ تستخدم لتجفيف التبغ [في حارة "موسكو"].>52

وفي حوالي الثالثة والنصف من صباح 19 يوليو/تموز، أغارت ما لا يقل عن ثلاث طائرات حربية إسرائيلية على 13 منزلاً على الأقل في حارة "موسكو" وأطلقت قذائف متنوعة أدت إلى انهيار المنازل على أقبيتها المليئة بالمدنيين الذين احتموا فيها. ويقول أحد السكان، وهو قاسم مصطفى نزال: "بدأ الهجوم في الثالثة والنصف صباحاً. وسمعنا صوت القنابل فجأةً: ضربة، ثم ضربتان في وقتٍ واحد. وكان عدد الصواريخ التي أصابت حارة موسكو من 12 إلى 16 صاروخاً".>53

ولا يزال عدد الضحايا غير معروفٍ حتى إعداد هذا التقرير لأن عمال الإغاثة لم يتمكنوا من الوصول إلى القرية لانتشال الجثث التي ما تزال مدفونةً تحت الأنقاض. كما منعت غارات الطائرات الحربية والحوامات الإسرائيلية سكان القرية من انتشال جميع الجثث بأنفسهم. وفي حديثه مع هيومن رايتس ووتش، قدر واحدٌ من أهل المنطقة يعمل على تنسيق أعمال الإنقاذ بقاء قرابة 26 جثة تحت الأنقاض في 31 يوليو/تموز.>54 لكن سكاناً آخرين قدروا أن هناك ما يصل إلى 42 مفقوداً بعد الغارة.>55 وقد قام اثنان من باحثي هيومن رايتس ووتش بزيارةٍ سريعة إلى صريفا يوم 31 يوليو/تموز عندما كان السكان المحليون قد انتشلوا جثة ضحيةٍ أنثى أصابها تفسخٌ شديد. ولم يجد الباحثان في القرية أية إشارةٍ تدل على النشاط العسكري لحزب الله، من قبيل الأسلحة أو المعدات العسكرية أو الخنادق. وأحصيا ما لا يقل عن 13 منزلاً مدمراً بشكلٍ كامل. وقال أقارب الضحايا أن الجثث ما تزال تحت الأنقاض في بيوتٍ كثيرة، وأنهم لم يتلقوا أية مساعدةٍ لانتشالهم.

وتمكنت هيومن رايتس ووتش من الحصول من الأقارب على أسماء 16 شخصاً يعتقد أنهم قتلوا في الغارة (من غير العثور على جثثهم حتى الآن). ومن هؤلاء الأشخاص ثمانيةٌ من أسرةٍ واحدة، وهم: كامل دياب جابر، وهو في الثالثة والخمسين ويملك مخبزاً إضافةً إلى عمله في مقاولات البناء؛ ومحمود جابر (33)؛ وعلي كامل جابر (30)؛ وأحمد كامل جابر (27)؛ ومنهل نجدي (80)؛ وعلي نزال (28)؛ وعلي زعرور (30)؛ وبلال حمودي (31).>56 ويعتقد أن ثلاثة أشخاصٍ قتلوا أيضاً في المنزل المجاور لمنزل أسرة جابر، وهم: عباس عباس دكروب (21)؛ وعباس دكروب (ابن عمه)؛ ووسيم غالب نجدي.>57 كما يعتقد بمقتل خمسة مدنيين على الأقل في منزلٍ ثالث يعود لمحمد قاسم نجدي، وهم: أحمد نجدي (35)، وكان قد عاد من روسيا إلى لبنان قبل وقتٍ قصير؛ وحسن كريم (22)؛ وعلي نجدي (30)؛ ومحمد علي نجدي (35)؛ وعلي حسن صبرا (17).>58

ويضيف القروي الذي كان موجوداً في القرية وقت الغارة:

لم يكن هناك وجودٌ لحزب الله في الحارة. وهي حارةٌ معروفة بموالاتها للحزب الشيوعي وليس لحزب الله. ولا يعيش فيها أحدٌ من أنصار حزب الله. ولا حاجة لحزب الله بالتواجد في هذه القرية لأننا نبعد 40 كم عن إسرائيل، كما تشرف الحارة على البحر، وهي ليست منطقةً استراتيجية.>59

وقال اثنان آخران من أهل القرية لهيومن رايتس ووتش في مقابلتين منفصلتين أنه لم يكن لحزب الله وجودٌ في تلك الحارة وقت الهجوم. وقال حسين نزال: "لم يكن يوجد في الحارة إلا شخصٌ واحد يعرف كيفية تضميد الجروح، وهو ليس من حزب الله". وأضاف: "لو قصفوا بيوتاً تعود لحزب الله لكان الأمر مفهوماً. لكن هذه الحارة ليست لحزب الله".>60

وطلبت هيومن رايتس ووتش من مكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي معلوماتٍ عن الغارة التي تحدثت عنها وسائل الإعلام كثيراً. لكن الناطق باسم الجيش أجاب، وبعد التشاور مع السلاح الجوي الإسرائيلي: "ليست لدينا تقارير عن غارات جوية وقعت ذلك اليوم في ذلك المكان".>61

مقتل ثلاثة مدنيين في دبين مرجعيون، 19 يوليو/تموز

في السابعة من مساء الأربعاء 19 يوليو/تموز، دمرت القذائف الإسرائيلية منزل داوود الخالد في دبين مرجعيون (حيٌّ في أطراف بلدة مرجعيون الجنوبية). وقالت شقيقة داوود التي تسكن في المنزل المجاور لهيومن رايتس ووتش أن القصف أتى من حوامة أباتشي إسرائيلية. وفي لحظة الغارة، كان في المنزل كلٌّ من داوود، وزوجته حميدة، وأطفالهما الستة: هدى (14)؛ وفاطمة (12)؛ وعبلة (10)؛ وعلي (3)؛ وهويدا (8)؛ وأحمد (1). وقد قتل كلٌّ من: داوود، وابنته عبلة، وابنه أحمد. أما هدى وهويدا فأصيبتا بجراحٍ خطيرة. ولم تصب حميدة وفاطمة وعلي. وقالت شقيقة داوود لهيومن رايتس ووتش أنه كان فلاحاً لا علاقة له بحزب الله. وأضافت أن الحزب كان ينشط خارج القرية وليس في داخلها، وأنها لا تعلم بوجود أهدافٍ عسكرية قرب منزل شقيقها. وقد استهدفت غارةٌ ثانية محيط المنزل في وقتٍ لاحق دون وقوع إصابات.>62

مقتل مدنيٍّ واحد وجرح اثني عشر بفعل القذائف العنقودية في بليدا، 19 يوليو/تموز

إضافةً إلى غارات الطائرات والحوامات والقصف المدفعي التقليدي، استخدمت إسرائيل قذائف مدفعية عنقودية ضد المناطق المأهولة موقعةً إصاباتٍ بين المدنيين. وطبقاً لما قاله شهود العيان والناجون الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش، أطلقت إسرائيل عدداً كبيراً من قذائف المدفعية العنقودية على قرية بليدا حوالي الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم 19 يوليو/تموز. وتحدث 13 شاهداً عن رؤية القذائف العنقودية تسقط مئات القنابل العنقودية الصغيرة على القرية. ووصفوا تلك القنابل الصغيرة بأنها مقذوفاتٌ خرجت من داخل قذائف كبيرة.

وقتل الهجوم بالقنابل العنقودية مريم إبراهيم البالغة ستين عاماً أثناء وجودها داخل منزلها. كما دخلت قنبلتان عنقوديتان صغيرتان على الأقل إلى القبو الذي كانت تحتمي فيه أسرة علي، فجرحت 12 شخصاً بينهم سبعة أطفال. وقد فقد أحمد علي كلتا ساقيه بفعل الإصابة بالقنابل العنقودية (وهو سائق سيارة أجرة في الخامسة والأربعين). وجُرح خمسةٌ من أطفاله: ميرا (16)؛ وفاطمة (12)؛ وعلي (10)؛ وآية (3)؛ وعلا (1). أما زوجته إكرام إبراهيم (35)، وحماته علا موسى (80)، فكانتا من بين الجرحى أيضاً. وجرح أربعةٌ من أقارب الأسرة ممن يحملون الجنسيتين الألمانية واللبنانية وكانوا يلتجئون مع الأسرة؛ وهم: محمد إبراهيم (45)؛ وزوجته فاطمة (40)؛ وطفليهما علي (16)، ورولا (13). ويقول أحمد علي: "لم يكن لحزب الله وجودٌ في قريتنا. كان هناك قتالٌ في عيترون في ذلك الوقت [على حدود إسرائيل إلى الجنوب من بليدا، وهي تبعد 3 – 4 كم عنها]، ونحن قريبون جداً منها. وكان حزب الله يطلق الصواريخ من موقعٍ يبعد قرابة كيلومترين عنا. لكن صواريخ الجيش الإسرائيلي سقطت على القرية".>63 وقالت إكرام إبراهيم، وهي أحد من جرحوا من تلك الأسرة: "لم تكن هناك مقاومة في القرية. ولم يحدث إطلاق للنار منها. لا علاقة لنا بالأحزاب. إننا مجرد مدنيين".>64

والقذائف العنقودية أسلحةٌ تطلق من الأرض أو الجو وتنشر عشراتٍ (بل غالباً مئاتٍ) من القنابل الصغيرة (تدعى "رمانات" في حالة القذائف التي تطلق من الأرض أو البحر، وتدعى "قنيبلات" في حالة القذائف العنقودية التي تطلقها الطائرات). وتغطي هذه القذائف الصغيرة منطقة واسعة بحيث يزداد قطر دائرة الأثر التدميري حول الهدف. لكن، ولأن القنابل الصغيرة التي تنشرها القذائف العنقودية تتناثر في منطقة واسعة، فهي غير قابلة للتوجيه الدقيق إلى هدف محدد إلا إذا كان كبيراً جداً.

ولا يوجد حظر دولي محدد مفروض على استخدام القذائف العنقودية (بعكس أشعة الليزر المسببة للعمى، أو الأسلحة الكيميائية مثلاً). لكن استخدامها في المناطق المأهولة بالمدنيين أو بالقرب منها ينتهك الحظر الذي يفرضه القانون الإنساني الدولي على الهجمات العشوائية، وذلك لعدم إمكانية توجيهها على نحوٍ يميز بين المدنيين والأهداف العسكرية. كما أن للقذائف العنقودية نسبة عطالة عالية، فنسبة القنابل الصغيرة التي لم تنفجر في القذائف التي أطلقتها إسرائيل على لبنان تبلغ 14%؛ وهذا ما يخلف أعداداً كبيرة من الأجسام القابلة للانفجار والتي تتناثر في الأرض؛ وهي تماثل الألغام الأرضية المضادة للأفراد من حيث خطرها على المدنيين.

مقتل ثلاثة مدنيين في طلوسة أحدهم يحمل الجنسيتين اللبنانية والبرازيلية، 20 يوليو/تموز

هاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية منازل مدنية في طلوسة الواقعة على بعد 20 كم إلى الشرق من صور بعد ظهر الخميس 20 يوليو/تموز، ومن بينها منزل رئيس البلدية. ويقول أهل القرية أن رئيس البلدية ليس على علاقةٍ بحزب الله، وأنه جمع بعض المال في أفريقيا قبل عودته إلى طلوسة. وقالوا أنه لم يكن يوجد نشاط عسكري لحزب الله في المنطقة عند وقوع الغارة.>65

وأدت الغارة إلى هدم البيوت الثلاثة وقتلت والدة رئيس البلدية ضحية ترمس (70)، وصبي في الثامنة من العمر كان في البيت المجاور واسمه علي نبيه، وصبيٌّ آخر يحمل الجنسيتين اللبنانية والبرازيلية ويتراوح عمره بين السابعة والعاشرة. لكن الشاهدة التي قابلناها لم تكن تعرف اسمه.>66

مقتل أربعة من مراقبي الأمم المتحدة، 25 يوليو/تموز

قرابة الساعة السابعة والنصف من مساء 25 يوليو/تموز أصاب صاروخ إسرائيلي دقيق التوجيه مركز قوات المراقبة الدولية التابعة للأمم المتحدة قرب قرية الخيام، وهو مركزٌ معروفٌ جيداً ويحمل علاماتٍ واضحة تدل عليه. وقد دمر الصاروخ المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق تدميراً تاماً فقتل أربعةٌ من مراقبي الهدنة غير المسلحين التابعين للأمم المتحدة، وهم من أستراليا وكندا وفنلندا والصين.

وتقول قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) أن هذه الإصابة المباشرة جاءت بعد سقوط 14 قذيفة من قذائف الطائرات أو المدفعية قرب المركز.>67 ولم يكن هناك وجودٌ لحزب الله، كما لم يحدث إطلاق للصواريخ قرب موقع الأمم المتحدة في الفترة التي وقعت فيها الغارة. وتقول الأمم المتحدة أن قائد القوة في جنوب لبنان، الجنرال آلين بيليغريني أجرى "اتصالات متكررة مع ضباط الجيش الإسرائيلي خلال فترة بعد الظهر، وكان يشدد على ضرورة حماية ذلك المركز بعينه من القصف".>68

وعبّر تصريح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن الصدمة جراء "الاستهداف المتعمد بشكلٍ واضح لمركز مراقبة الأمم المتحدة الذي يحمل علامات واضحة تدل عليه". ودعا الأمين العام الهجوم بأنه "هجومٌ مدفعيٌّ وجويٌّ مشترك"، وحث إسرائيل على إجراء تحقيق.>69

وقد عبرت إسرائيل عن "الأسف العميق" لهذه الحادثة ورفضت الادعاءات القائلة بأنها استهدفت مركز الأمم المتحدة.>70 ووعد رئيس الحكومة إيهود أولمرت بإجراء تحقيق شامل. وقال: "من غير المفهوم أن تعتبر الأمم المتحدة وقوع خطأ على أنه فعلٌ متعمدٌ بشكلٍ واضح".>71 وقد قبل كوفي أنان تأكيد الحكومة الإسرائيلية بأن الهجوم لم يكن متعمداً، لكنه أسف لعدم سماح إسرائيل بمشاركة الأمم المتحدة في التحقيق.>72

كان هذا الحادث أول هجومٍ قاتل على مراقبي الأمم المتحدة في جنوب لبنان خلال النزاع الحالي؛ لكن القوات الإسرائيلية توجه ضرباتها إلى مراكز الأمم المتحدة التي تحمل علامات واضحة، أو إلى محيطها، منذ بدء القتال. وحدث أحياناً أن أطلق حزب الله النار على أهدافٍ إسرائيلية من أماكن قريبةٍ من مراكز الأمم المتحدة، لكن نيران إسرائيل أصابت مراكز الأمم المتحدة في حالاتٍ كثيرة لم يكن فيها أي وجود لحزب الله.

ففي 24 يوليو/تموز، أصيب أربعة مراقبين غانيين من اليونيفيل بجروحٍ طفيفة عندما سقطت قذيفة دبابة إسرائيلية داخل مركزهم في راشيا. وهذه واحدةٌ من ست حوادث سُجلت في ذلك اليوم وأطلقت فيها القوات الإسرائيلية النار على الأمم المتحدة أو على مقربةٍ منها.>73 وفي 16 يوليو/تموز، سجلت اليونيفيل 17 حادثة قامت فيها بإطلاق النار على مراكز مراقبي الأمم المتحدة، كان من بينها إصابتان مباشرتان لمراكز اليونيفيل؛ كما أصيب مراقبٌ هندي إصابةً خطيرة بقذيفة دبابة إسرائيلية أطلقت إلى داخل أحد مراكز الأمم المتحدة.>74 وتقدم الخلاصة التي أذاعتها اليونيفيل في 19 يوليو/تموز عن الهجمات التي تعرضت إليها مراكزها لمحةً شاملةً مخيفة عن عدد القذائف التي أصابت مواقع الأمم المتحدة، إضافةً إلى الأعمال التي قام بها مقاتلو حزب الله وعرضت أفراد اليونيفيل إلى الخطر:

خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وقعت 31 حالة إطلاق نار على مقربة من مواقع الأمم المتحدة. وتعرضت ثلاثة مواقع إلى إصاباتٍ مباشرة بالنيران الإسرائيلية. وسقطت عشرة قذائف مدفعية إسرائيلية داخل مركز الكتيبة الغانية التابعة للأمم المتحدة على ساحل رأس الناقورة ملحقةً به أضراراً بالغة. وانفجرت أربعة قذائف مدفعية داخل قاعدة الدوريات التابعة لمجموعة المراقبة في لبنان في قرية مارون الراس، وكان من بينها ثلاث إصابات مباشرة أدت إلى أضرارٍ بالغة وتسببت بقطع الكهرباء والاتصالات. وكان داخل المركز أثناء القصف 36 مدنياً من قرية مارون الراس معظمهم من النساء والأطفال. ولم تقع إصابات. كما انفجرت قذيفة مدفعية داخل مجمع مقر اليونيفيل في الناقورة ملحقةً به أضراراً بالغة ومعرضةً مستشفى اليونيفيل للخطر في وقتٍ كان الأطباء يجرون فيه عمليةً جراحية. وأدت شظايا قذائف المدفعية إلى إلحاق أضرار بسور معسكر الناقورة. كما أُبلغ عن أضرارٍ بالغة نتيجةً للقصف المركز على موقع الكتيبة الغانية جنوب قرية علما الشعب. وأبلغ أيضاً عن حدوث إطلاق نار من قبل حزب الله من مسافةٍ قريبةٍ جداً من مواقع الأمم المتحدة في الناقورة ومارون الراس وقت وقوع هذه الحوادث.>75

وفي 17 يوليو/تموز، تعرض فريق طبي تابع لليونيفيل إلى النيران الإسرائيلية عندما كان يحاول انتشال جثث 16 مدنياً قتلتهم غارة إسرائيلية على طريق البياضة - شرما أثناء هروبهم من قرية مروحين.>76 وفي 16 يوليو/تموز، سجلت اليونيفيل 17 حادثة إطلاق لقذائف القوات الإسرائيلية قرب مراكز مراقبي الأمم المتحدة، وكذلك إصابتين مباشرتين داخل هذه المراكز. وفي ذلك الوقت أصيب مراقبٌ هندي بجراحٍ خطيرة بفعل شظية من قذيفة دبابةٍ إسرائيلية.>77 وحتى في حال وجود حزب الله بالقرب من مراكز الأمم المتحدة أثناء هذه الهجمات، فمن الواضح أن الجيش الإسرائيلي لم يتخذ الحيطة الكافية لتجنب إلحاق الأذى بجنود الأمم المتحدة.

لا تكون قوات حفظ السلام طرفاً من أطراف النزاع حتى وإن كان أفرادها من الجنود المحترفين. وطالما أنهم لا يشاركون في القتال، فهم يحظون بنفس الحماية التي يحظى بها المدنيون. وبموجب القانون العرفي، يكون استهداف قوات حفظ السلام أو التجهيزات ذات الصلة بعملها أمراً محظوراً ويمثل جريمة حرب.>78 ويعتبر شن الهجوم من مكانٍ قريب من مراقبي حفظ السلام، أو من جوارهم، بهدف اكتساب الحماية من الهجوم جريمة حربٍ أيضاً. وعلى الأقل، يمثل وضع القوات أو المواد العسكرية بالقرب من مراكز الأمم المتحدة خرقاً لواجب أخذ جميع الإحتياطات المناسبة لتجنب عدم الإضرار بغير المحاربين.>79

مقتل ما لا يقل عن 28 مدنياً في قانا، 30 يوليو/تموز

في حوالي الواحدة من صباح 30 يوليو/تموز، أطلقت الطائرات الإسرائيلية صواريخها على قرية قانا. وكان بين البيوت المصابة مبنى من ثلاثة طوابق كان يلتجئ إليه 63 شخصاً من عائلتين. وقد انهار المبنى فقتل فيه 28 شخصاً على الأقل كان من بينهم 16 طفلاً.

وتحدثت التقارير الأولى عقب الغارة عن مقتل 54 شخصاً. وقد استندت إلى أن عدد الملتجئين إلى المبنى المصاب كان 63 شخصاً في وقتٍ عثرت فيه فرق الإنقاذ على تسعة ناجين فقط. لكن هيومن رايتس ووتش علمت بعد زيارتها إلى قانا أن ما لا يقل عن 22 شخصاً تمكنوا من الهرب من قبو المبنى، وأن عدد من تأكد مقتلهم يبلغ 28 شخصاً. ويظل مصير 13 شخصاً كانوا مختبئين في القبو غير معروف. ويعتقد أهل القرية أنهم مازالوا مدفونين تحت الأنقاض.

وكان المدنيون من العائلتين قد احتموا بهذا المبنى لأنه من أكبر المباني في المنطقة ولأنه يضم قبواً من الإسمنت المسلح؛ وذلك طبقاً لما قاله معاون رئيس بلدية البلدة الدكتور عصام ماتوني.>80

ويقول محمد محمود شلهوب، وهو فلاحٌ يبلغ 61 عاماً كان في القبو أثناء الغارة، أن 63 شخصاً من عائلتي شلهوب وهاشم التمسوا اللجوء في الغرف الثلاث ضمن قبو المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق عندما سقط أول صاروخ في القرية عند الساعة السادسة من مساء 29 يوليو/تموز. وتحدث أيضاً كيف أصاب صاروخ إسرائيلي الطابق الأرضي عند الساعة الواحدة فجراً من يوم 30 يوليو/تموز، وذلك بعد قصفٍ كثيفٍ للقرية:

شعرت كما لو أن أحداً رفع المنزل من مكانه. يبلغ ارتفاع غرف الطابق الأرضي مترين ونصف المتر. وعند الضربة الأولى، كانت الإصابة تحت المنزل فارتفع كله. لقد جاء الصاروخ تحت البناء. كنت أجلس قرب الباب، وامتلأ الجو غباراً ودخاناً، وأصبنا بالصدمة جميعاً. لم أصب بأذى؛ ووجدت نفسي [وقد قذفت] إلى الخارج. كان الصراخ يعلو في الداخل. وعندما حاولت العودة لم أستطع رؤية شيء بسبب الدخان. وبدأت أدفع بالناس إلى الخارج؛ كنت أدفع كل من أجده.

وبعد خمس دقائق، جاءت غارة جديدة وأصابت الجهة الأخرى من المبنى، أي خلفنا. وبعد الضربة الثانية لم نعد نستطيع التنفس إلا بالكاد، ولم نكن نرى شيئاً. كانت في المنزل ثلاث غرف يختبئ فيها الناس [في الطابق الأرضي]. وبعد الضربة الأولى دخل الغرف كمية كبيرة من التراب. ولم نستطع العثور إلا على قليل من الناس في الغرفة الأولى.>81

ونفى شلهوب نفياً قاطعاً وجود أي مقاتلين من حزب الله في المبنى أو بالقرب منه عند حدوث الغارة. وقال أن الطرق الأربعة المفضية إلى قانا كانت مقطوعة بفعل القصف الإسرائيلي، مما يجعل من الصعب، أو من المستحيل، على حزب الله إدخال قاذفات الصواريخ إليها.

وقال شلهوب: "إذا كانوا [الجيش الإسرائيلي] قد رأوا القاذفة حقاً، فأين ذهبت؟". وأضاف: "لقد أرينا إسرائيل قتلانا، فلماذا لا يجعلوننا نرى قاذفات الصواريخ؟"

كما قدم غازي عيداجي، وهو قروي آخر من قانا هرع إلى المبنى عندما أصابه القصف في الواحدة صباحاً، روايةً متطابقة مع رواية شلهوب. لقد أخرج مع عدد من الناس بضعة أشخاص من المبنى بعد الضربة الأولى، كما يقول. لكنهم لم يتمكنوا من إخراج أحد بعد الضربة الثانية التي جاءت بعد خمس دقائق. وقد قال لهيومن رايتس ووتش: "لو كان حزب الله يطلق الصواريخ قرب المنزل، فهل كانت عائلة من خمسين فرداً لتجلس فيه؟".>82

وقد زار باحثو هيومن رايتس ووتش قرية قانا في 31 يوليو/تموز، أي بعد الغارة بيوم واحد، لم يعثروا على أية معدات عسكرية مدمرة قرب المبنى. كما لم يبلغ أيٌ من عشرات الصحفيين الدوليين ومن عمال الإنقاذ والمراقبين الدوليين الذين زاروا قانا يومي 30 و31 يوليو/تموز عن مشاهدة أي دليل على الوجود العسكري لحزب الله في ذلك المبنى أو من حوله. كما لم يعثر عمال الإنقاذ على جثث لمقاتلي حزب الله في المنزل أو حوله.

وبعد الحادثة عبرت الحكومة الإسرائيلية عن أسفها لمقتل المدنيين وقالت أنها تزمع إجراء تحقيق. وقال كثيرٌ من مسئوليها أن اللوم يقع على حزب الله لأنه أطلق صواريخه من مكانٍ قريبٍ من المبنى، وقالوا أن الجيش الإسرائيلي أنذر المدنيين بوجوب الرحيل. 83

وقال مسئول كبير في قيادة سلاح الطيران الإسرائيلي أنه قصف المبنى بقنبلة دقيقة التوجيه لأن حزب الله أطلق الصواريخ من تلك المنطقة. وعندما سُئل عن كيفية معرفة الجيش بأمر الصواريخ وعدم معرفته بوجود المدنيين في المبنى، قال أن الجيش الإسرائيلي "تمكن من رصد قاذفات الصواريخ لأنها كثيرة الحركة"، أما المدنيون فكان من المتعذر رؤيتهم لأنهم كانوا داخل المبنى منذ عدة أيام.>84 لكن ما يقوله يناقض شهادة محمد محمود شلهوب المذكورة أعلاه فقد قال أن العائلتين التجأتا إلى المبنى عندما بدأت الغارة الإسرائيلية في السادسة من مساء 29 يوليو/تموز.

وفي 1 أغسطس/آب، كتب أحد أبرز المراسلين العسكريين الإسرائيليين في صحيفة هاآرتس أنه، وفي حين يحقق سلاح الجو الإسرائيلي في الحادثة، فإن "أسئلةً تبرز بشأن روايات الجيش عن الحادثة". وقال أن الجيش الإسرائيلي غير روايته الأولى وأنه "يبدو الآن أن الجيش لم يكن يملك معلومات عن إطلاق صواريخ من موقع المبنى ولا عن وجود رجال حزب الله في ذلك الوقت".>85

وحتى 2 أغسطس/آب، لم يعلن الجيش الإسرائيلي عن أية نتائج للتحقيق العسكري. وهيومن رايتس ووتش مستمرةٌ في دعوتها إلى إجراء تحقيق دولي في الحادثة.

وطبقاً لسجلات الصليب الأحمر اللبناني ومستشفى صور، فإن من تأكد مقتلهم حتى 1 أغسطس/آب هم: أحمد محمود شلهوب، 55؛ إبراهيم هاشم، 65؛ حسناء هاشم، 75؛ علي أحمد هاشم، 3؛ عباس أحمد هاشم، 9 أشهر؛ حوراء محمد قاسم شلهوب، 12؛ مهدي محمود هاشم، 68؛ زهرة محمود قاسم شلهوب، 2؛ إبراهيم أحمد هاشم، 7؛ جعفر محمود هاشم، 10؛ لينا محمد محمود شلهوب، 30؛ نبيلة علي أمين شلهوب، 40؛ علا أحمد محمود شلهوب، 25؛ خديجة علي يوسف، 31؛ تيسير علي شلهوب، 39؛ زينب محمد علي أمين شلهوب، 6؛ فاطمة محمد هاشم، 4؛ علي أحمد محمود شلهوب، 17؛ مريم حسن محسن، 30؛ عفاف زبد، 45؛ يحيى محمد قاسم شلهوب، 9؛ علي محمد قاسم شلهوب، 10؛ يوسف أحمد محمود شلهوب، 6؛ قاسم سميح شلهوب، 6؛ حسين أحمد هاشم، 12؛ قاسم محمد شلهوب، 7؛ رقية محمود شلهوب، 7؛ رقية محمد هاشم، العمر غير معروف.




6 ستيفن فاريل، "المزيد من الدماء البريئة تسفك مع تصاعد العدوان الإسرائيلي"، التايمز (لندن)، 28 يوليو/تموز، 2006.

7 جيش الدفاع الإسرائيلي، "تحذيرات ملقاة لحماية المدنيين في جنوب لبنان"، 19 يوليو/تموز 2006.

8 سي إن إن، "غرفة المتابعة"، بث 19 يوليو/تموز 2006.

9 مقابلة أجرتها هيومن رايتس ووتش مع قريب أحد ضحايا قافلة مروحين، تم حجب اسمه، بيروت، 27 يوليو/تموز 2006.

10 المصدر السابق.

11 سابرينا تافرنايز، "المسيحيون الفارون من لبنان يدينون حزب الله"، نيويورك تايمز، 27 يوليو/تموز 2006.

12 مقابلة هيومن رايتس ووتش الهاتفية مع مسئول من عين إبل، بيروت، 28 يوليو/تموز 2006.

13 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فاطمة موسى، بيروت، 22 يوليو/تموز 2006.

14 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فاطمة موسى، بيروت، 22 يوليو/تموز 2006، مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مصطفى محمد عيد، بيروت، 23 يوليو/تموز 2006، ومقابلة هيومن رايتس ووتش مع عبد الحسن ابراهيم نجدي، بيروت، 23 يوليو/تموز 2006.

15 جيش الدفاع الإسرائيلي، "أهداف جيش الدفاع الإسرائيلي في جنوب لبنان"، 13 يوليو/تموز 2006.

16 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فاطمة موسى، بيروت، 22 يوليو/تموز 2006.

17 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عمر محمد أحمد، بيروت، 21 يوليو/تموز 2006.

18 المصدر السابق.

19 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحمد الرز، بيروت، 22 يوليو/تموز 2006، ومقابلة هيومن رايتس ووتش مع علي الرز، بيروت، 22 يوليو/تموز 2006.

20 المصدر السابق. تم نقل جثماني الكويتيين لدفنهما في الكويت، في حين تم دفن أفراد عائلة زين في صور.

21 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع ناشط حقوق إنسان لبناني طلب عدم الكشف عن اسمه، 25 يوليو/تموز 2006.

22 "إفطار مأساوي لاثني عشر فرداً من أسرة واحدة في زبقين"، وكالة الأنباء الفرنسية، 13 يوليو/تموز 2006.

23 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع هاشم قاظان، بيروت، 23 يوليو/تموز 2006.

24 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع شاهد تم حجب اسمه، 23 يوليو/تموز 2006.

25 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع هاشم قاظان، بيروت، 27 يوليو/تموز 2006.

26 المصدر السابق.

27 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع علي رزاق، بيروت، 22 يوليو/تموز 2006.

28 المصدر السابق.

29 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع منال حسن علاوي، بيروت، 24 يوليو/تموز 2006.

30 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زكريا محمد عباس، 25 يوليو/تموز 2006، ومقابلة هيومن رايتس ووتش مع منال حسن علاوي، بيروت، 24 يوليو/تموز 2006.

31 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع منال حسن علاوي، بيروت، 24 يوليو/تموز 2006.

32 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زكريا محمد عباس، 25 يوليو/تموز 2006.

33 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع محمد حسين محفوظ، بيروت، 25 يوليو/تموز 2006.

34 حكومة إسرائيل، تصريح صحفي، 19 يوليو/تموز 2006.

35 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مسئول الدفاع المدني عبد الرؤوف غرادي، صور، 1 أغسطس/آب 2006.

36 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زكريا علم الدين، بيروت، 22 يوليو/تموز 2006؛ ومقابلة هيومن رايتس ووتش مع عابد المحسن، بيروت، 22 يوليو،تموز 2006.

37 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مسئول رفيع في الدفاع المدني، بيروت،  28 يوليو/تموز 2006؛ مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زكريا علم الدين، بيروت، 22 يوليو/تموز 2006

38 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زكريا علم الدين، بيروت، 22 يوليو/تموز 2006.

39 مقابلة هيومن رايتس ووتش الهاتفية مع أحد مسئولي مستشفى صور الحكومي، بيروت، 29 يوليو/تموز 2006.

40 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مسئول الدفاع المدني عبد الرؤوف غرادي، صور، 1 أغسطس/آب 2006.

41 قال صحفيٌّ دخل ذلك المبنى لهيومن رايتس ووتش أنه شاهد ما يظنه بقايا بشرية عالقة بين أنقاض الطوابق العليا المنهارة من المبنى.

42 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مسئول رفيع في الدفاع المدني، بيروت، 28 يوليو/تموز 2006.

43 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مسئول في الدفاع المدني، صور، 1 أغسطس/آب 2006.

44 المادة 62 من البروتوكول الإضافي رقم 1 الملحق باتفاقيات جنيف.

45 المادة 65 من البروتوكول الإضافي رقم 1 الملحق باتفاقيات جنيف.

46 ومن شأن تنفيذ "أعمال تضر بالعدو" تحت غطاء الدفاع المدني أو الاستفادة من الحماية التي يحظى بها أن تشكل جريمة حرب أيضاً.

47 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مسئول رفيع في الدفاع المدني، بيروت، 28 يوليو/تموز 2006.

48 تصريح ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، "خلاصة بعمليات جيش الدفاع الإسرائيلي في لبنان يوم 16 يوليو/تموز 2006".

49 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع منال حسن علوية، بيروت، 23 يوليو/تموز 2006.

50 مقابلة هيومن رايتس ووتش الهاتفية مع شاهدٍ تم حجب اسمه، 29 يوليو/تموز 2006.

51 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع منال حسن علوية، بيروت، 23 يوليو/تموز 2006.

52 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مصطفى محمد عيد، بيروت، 24 يوليو/تموز 2006.

53 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع قاسم مصطفى نزال، صريفا، 31 يوليو/تموز 2006.

54 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حسين نزال، صريفا، 31 يوليو/تموز 2006.

55 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مصطفى محمد عيد، بيروت، 24 يوليو/تموز 2006.

56 المصدر السابق.

57 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع محمد خليل فقيه، ومقابلتها مع محمود خليل فقيه، بيروت، 22 يوليو/تموز 2006.

58 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عصام كاور، بيروت، 24 يوليو/تموز 2006.

59 مقابلة هيومن رايتس ووتش الهاتفية مع شاهدٍ تم حجب اسمه، 29 يوليو/تموز 2006.

60 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حسين نزال، صريفا، 31 يوليو/تموز 2006.

61 مقابلة هيومن رايتس ووتش الهاتفية مع رون رومان، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، 23 يوليو/تموز 2006.

62 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مريم الخالد (شقيقة داوود الخالد)، بيروت، 26 يوليو/تموز 2006.

63 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحمد علي، بيروت، 22 يوليو/تموز 2006؛ انظر أيضاً التصريح الصحفي الصادر عن هيومن رايتس ووتش: "القذائف العنقودية الإسرائيلية تصيب المدنيين في لبنان"، 24 يوليو/تموز 2006.

64 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع إكرام نمر إبراهيم، بيروت، 28 يوليو/تموز 2006.

65 مقابلات هيومن رايتس ووتش مع فاطمة ترمس وآخرين من أفراد العائلة، بيروت، 22 يوليو/تموز 2006.

66 المصدر السابق.

67 تصريح صحفي صادر عن اليونيفيل، 26 يوليو/تموز 2006.

68 المصدر السابق.

69 "الأمين العام يشعر بالصدمة بفعل الهجوم الإسرائيلي المنسق على مركز لمراقبي الأمم المتحدة في لبنان، والذي قتل فيه اثنان من قوات حفظ السلام"، تصريح صحفي صادر عن قسم المعلومات العامة في الأمم المتحدة، 25 يوليو/تموز 2006. وقد ارتفعت حصيلة القتلى لتصبح أربعة فيما بعد.

70 بيان صادر عن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، "حول مركز الأمم المتحدة قرب الخيام"، 26 يوليو/تموز 2006.

71 رافي نيسمان، "تقرير: نداءات مراقبي الأمم المتحدة تواجه بعدم الاكتراث"، أسوشييتد برس، 26 يوليو/تموز 2006.

72 وارن هوغ، "تقول الأمم المتحدة أنها احتجت لدى إسرائيل على الهجوم الذي دام ست ساعات وقتل فيه أربعة مراقبين في لبنان"، نيويورك تايمز، 27 يوليو/تموز 2006؛ و"كان أنان يفضل تحقيقاً مشتركاً مع إسرائيل في حادثة مركز الأمم المتحدة ـ رسالة"، مركز أنباء الأمم المتحدة، 31 يوليو/تموز 2006.

73 اليونيفيل، تصريح صحفي، 25 يوليو/تموز 2006.

74 اليونيفيل، تصريح صحفي، 17 يوليو/تموز 2006.

75 اليونيفيل، تصريح صحفي، 20 يوليو/تموز 2006.

76 اليونيفيل، تصريح صحفي، 17 يوليو/تموز 2006.

77 المصدر السابق.

78 نظام روما الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية، المادة 8 (2) (ب) (3).

79 في 20 يوليو/تموز، قالت اليونيفيل أن حزب الله أطلق النار من أماكن شديدة القرب إلى مواقع الأمم المتحدة في الناقورة ومارون الراس؛ وهذا ما استدعى رداً إسرائيلياً. (تصريح صحفي لليونيفيل، 20 يوليو/تموز 2006). وفي 25 يوليو/تموز، أطلق حزب الله النار من أماكن شديدة القرب من أربعة مراكز للأمم المتحدة في علما الشعب وتبنين وبرعشيت والطيرة. (تصريح صحفي لليونيفيل، 26 يوليو/تموز 2006).

80 مقابلة قناة الجزيرة مع د. عصام ماتوني، 30 يوليو/تموز 2006.

81 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع محمد محمود شلهوب، قانا، 31 يوليو/تموز 2006.

82 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع غازي عيداجي، قانا، 31 يوليو/تموز 2006.

83 "إسرائيل توقف الغارات الجوية بعد مجزرة قانا"، وكالة الأنباء الفرنسية، 31 يوليو/تموز 2006.

84 ديان ياتس، "إسرائيل تأسف لمقتل المدنيين في قانا لكنها تتعهد بمواصلة الحرب"، رويترز، 30 يوليو/تموز 2006.

85 يوآف شتيرن، يوفال يواز، عاموس هاريل، "ليفني تقول: الهجوم على قانا يؤدي إلى بدء تراجع تأييد إسرائيل"، نسخة هاآرتس الإلكترونية، 1 أغسطس/آب 2006، متوفرة اعتباراً من 1 أغسطس/آب على الرابط:

http://www.haaretz.com/hasen/pages/ShArtVty.jhtml?sw=livni+qana&itemNo=745185        


<<   الصفحة السابقة  |  الصفحة الرئيسية  |  الصفحة التالية  >> August 2006